عندما كنت فاقد للبصيرة

حلم، مكان صعب، الشرق الأوسط

توفيت والدته وهو في العاشرة من عمره، وقد كان لجنازتها تأثيرٌ كبير ومظلم على حياته.

فبغياب دعم والدته؛ أصبح مقتنعاً بأن الدراسة طريقٌ مسدود، وبعد أربع سنوات قضاها في الصفوف المدرسية الا انها ذهبت سدى، وبقي أمياً ـ

 

استطاع أن يدبّر عملاً بأجر يومي في تجفيف الطوب تحت شمس الصحراء الحارقة، حيث يبدأ يومه الساعة الرابعة صباحاً في ظل ظلام الصحراء القاتم، وكان الطريق الى مصنع الطوب يستغرق مدة ساعة على دراجته الهوائية للوصل اليه.

بعد وردية شاقة مدتها 12 ساعة، يعود إلى المنزل في ظل الظلام مرة أخرى بعد ان قام بتقليب ما يقارب 30 ألف طوبة في اليوم مقابل اجر أقل من دولار واحد.

 

لذا قرر الانتقال إلى الوظائف الأكثر خطورة ومعدات ثقيلة لقاء أجر أفضل، إلا أن رهبته من الموت أو احتمالية قطّع اطرافه منعته من المشاركة في أعمال تقطيع الطوب والأفران الساخنة حيث يعمل العديد من الأولاد الأكثر بؤساً.

هز كتفيه بامتعاض وقال: “على كل صبي أن يتوخى الحذر وينتبه لنفسه، حيث يمكن للإصابات أن تكون قاتلة“.

 

وقع ضحية أول حالة طارئة في سن العشرين، والتي استدعت ذهابه الى المستشفى. تعرض فيها للذل والاهانة عندما ضل طريقه، غير قادر على قراءة لافتات المستشفى. اشعرته هذه التجربة بالعار وكان شعور اكتر قتامة من خسارته لولدته وطفولته.

ولكن بعد ذلك، لاح بصيص أمل في الافق: مركز تعليمي لفتيان مصنع الطوب.

مع عدم وجود طريقة أخرى للمضي قدماً، غامر بالزيارة. ولدهشته، رحبت به المديرة بحرارة وأكدت له أنه لا يزال بإمكانه تعلم القراءة تمامًا مثل الأطفال. بعد ساعات العمل، استثمر وقته بدراسته للابتدائية وعندما كان يشعر بالإحباط كان يلجأ الى تشجيع مديرته.

بعد سنتين، حصل على شهادة محو الأمية الرسمية للصف السادس! في كل عام منذ ذلك الحين، يقوم بتقديم امتحاناً تلو الآخر سعياً للحصول على الشهادة الثانوية.

 

وحالياً يعمل كمدرب متطوع لفتية مصانع الطوب. يقول: “كانت مديرة المركز الداعمة الأولى لما حققته اليوم، والآن، وبالرغم من عدم وجودها الا انني سأثابر على تقديم الخدمة، حتى لو اقتصرت على وجود صبي واحد”.

 

وعلى نفس القدر من الأهمية، يصر على أن تتعلم ابنته البالغة من العمر خمس سنوات القراءة والكتابة. في بلد تشكل فيه الإناث 69٪ من الأميين، اليس هذا أمر عظيم.

غطى عينيه بيديه المتصلبتين وصرخ ويداه مرفوعتان: “كنت أعمى، لكني الآن أرى. لم أرى سوى الظلام ذات مرة، لكني الآن أستطيع أن أرى النور! “

  

مديرة المدرسة، صاحبة الرؤية والمؤسسة للمركز التعليمي الذي هو مصدر الأمل والنور لمئات الفتية العاملين في مصانع الطوب اللذين هم تمامًا مثل هذا الشاب، لم يعيشوا طفولتهم وكانت طفولتهم صعبة وبائسة.

تقوم دريمز انديد على تعزيز رؤية هذه الحالمة المحلية من خلال مساعدتها على تحديد القيم التي تصبوا الى تحقيقها، والتركيز على مهمتها، وإدارة مواردها بشكل أفضل في سبيل بلورة وصفتها لإحداث التغيير. أفعالها وأقوالها على حد سواء تشكل مثالاً لحياة أفضل، ومثالاً للنور الذي يسطع في الظلام.

أولئك الذين عاشوا في الظلمة قد رأوا نوراً عظيماً، والآن يمررون شعلة النور إلى غيرهم، والذين بدورهم يحملون النور لمن يخلفهم وإلى أبعد من ذلك.

 

 

العنوان

     دريمز انديد - احلام بالفعل

      ص.ب 5091 عمان 11183 الاردن

 

البريد الإلكتروني

عمان - الاردن

 

Download  الخصوصية محفوظة