أياً كان، سأعيد الكرّة من جديد

مكان صعب، الشرق الأوسط، القيم

 

“أين هو؟” تمتم ديفيد بوتيرة سريعة متوترة. “لقد تأخر ساعتين

كان صديقنا صاحب الرؤية يعبر بعض مناطق المتعارف عليها بمناطق الصراع، إلا أنه من غير عادته أن يتأخر لهذه الدرجة. رن جرس الهاتف، واندفع ديفيد نحوه وتعلو وجهه ملامح الراحة ثم القلق ـ

“لقد تعرضنا لحادث سيارة بسيط، نحن بخير في المستشفى، لكن قد يستغرق خروجنا بعض الوقت” 

استغرق وصوله أكثر من نصف يوم قبل أن تسنى له ان يروي  لنا قصة ما حدث ـ

فخلال مروره بالمدينة صباحاً عبر الطريق السريع المزدحم، لمح امرأة مسنة تسير على الأقدام وسط حركة المرور، تتأرجح وتترنح وسط الزحام، فقام بتخفيف سرعته. حاولت المرأة الوصول إلى الرصيف إلا أنها فقدت توازنها وسقطت على سيارته قبل ذلك ـ

Man crossing street in traffic

توقف على الفور وخرج لمساعدتها، اعتذرت له بشدة، وأكدت له أنها على ما يرام. وانه مجرد ألم بسيط ـ

أصر على نقلها إلى المستشفى على نفقته الخاصة، لكنها اعترضت فتمسك برأيه وقام بنقلها. كشفت الأشعة السينية التي تم إجراؤها لها عن عدم وجود أي إصابة؛ وانتهى الأمر بطلب الطبيب منها بأخذ قسط وفير من الراحة السريرية ـ

وصلت عائلتها بعد فترة وجيزة. وقام صديقنا بالتحقق من وجود كل ما يلزم وإن كانت بحاجة لأي شيء آخر، فذكرت عائلتها الحاجة إلى سرير كسرير المستشفى. ودون أي تردد، قام بالتواصل مع معارفه لمحاولة الحصول على سرير تم التبرع فيه، وقام بدفع ثمن توصيله إلى منزلها ـ

كانت عائلتها في حالة ذهول من هذا الغريب القادم من خارج المدينة ـ

ولكن بعد ذلك، وصلت الشرطة وقامت بتوجيه اتهامات حول الحادث المعني واحتجاز سيارته. كان يعلم أنه ليس من المنطقي الاعتراض. وطالبوه بدفع الرسوم ليتم تحرير سيارته. وقام بدفع كامل المبلغ دون ادنى تعليق، كما يقول المثل ” لا يجازى العمل صالح دون عقاب” ـ

حيث قام بدفع ما يقارب أجرة ثلاثة أشهر ـ

أدهشتنا طريقة تعامله وردة فعله تجاه شخص محتاج غريبٍ تماماً. وأوضح لنا قائلاً: “كل الناس خلقهم الله، ونحن مسؤولون عن رعاية بعضنا البعض. أياً كان، سأقدم ذات الشيء لأي شخص آخر”

ما كان أكثر إثارة للدهشة بالنسبة لنا هو هدوءه المتواضع تجاه ما أصابه من معاناة جرّاء عمله الجيد. سألته: “هل كنت لتقف مجدداّ كونك الآن عرفت النتيجة؟”

حدق في عيني بتساؤل، وأجاب: “بالطبع. الن تفعلي انت ذات الشيء؟”

شاركني مدقق الحسابات المسؤول عن حسابات هذا الحالم وقال لي: “إن حساباته دقيقة ونظيفة دائماً ؛ فأنا أتحقق من كل إيصال. ولكن عمليات مراجعة الحسابات ما عليها الا ان تفرض الامتثال؛ ولكن القيم الممارسة تكشف عن الشخصية الحقيقية. الآن، بعد سلوكه اليوم، أنا أعلم أنني يمكن أن أثق بهذا الرجل “

كيف شكلت القيم الممارسة فرقاً؟

على مدى أكثر عقدين من الزمن، تابع صديقنا صاحب الرؤية مهمته بإصرار.

Older woman's folded hands.

 

لقد اخترق الرصاص سيارته، فقد العديد من المتطوعين جرّاء الموت والهجرة، تعرض أفراد من عائلته للاختطاف وإصابات شتى. ومع ذلك فهو يواصل رعاية شبكة تضم أكثر من 2000 متطوع، مع نزوح أكثر من نصفهم من مناطق نزاع وصراع مختلفة.

هؤلاء المتطوعون يثقون به، لأنهم على يقين تام بأنه عندما يحين وقت الحسم، حين يجيء وقت الأزمات سيفعل الصواب. ليس لوجود شخص يراقبه، أو لإحتمالية فوزه بجائزة، وليس في سبيل ظهور اسمه في العناوين الرئيسية بل لمجرد اداركة لما هو الصواب.

ما نتج عن ممارسة هذا الحالم لقيميه هو أن حلمه يتحقق في مجتمع متضارب يتجه نحو الفوضى.  حلمه : “من المهد إلى اللحد والكرامة لكل معوق عقلياً على الصعيد الوطني”.

كالعادة، ديفيد وأنا نشعر بالعزيمة والإلهام من هذا الحالم، وآخرون مثله يتألقون مثل النجوم في الظلام. نلتزم مجددا بممارسة قيم دريمز انديد المتمثلة في الإيمان، النزاهة، الحكمة، الشغف، والتواضع.

كما نسعى لتمكين هؤلاء الرجال والنساء ذوي الشخصيات القوية ليسطع “النور في كل مكان صعب في جيلنا”.

العنوان

     دريمز انديد - احلام بالفعل

      ص.ب 5091 عمان 11183 الاردن

 

البريد الإلكتروني

عمان - الاردن

 

Download  الخصوصية محفوظة