سؤالين يمكن ان تكشف فيهم عن مصيرك

المرافقة، الشرق الأوسط، الادراك

يبدو أن صديقنا مارك، البالغ من العمر 29 عامًا، كان يمتلك كل شيء. أصغر مدير مصرف في لبنان على الإطلاق. محاضر جامعي في الإدارة الاستراتيجية. ناشط حقوقي معترف به وطنيا.

ولكن بينما هو في رحلة غوص في البحر الأبيض المتوسط ​​وبلحظة غفلة حياته توقفت تمامًا.

استيقظ من غيبوبة غير قادر على الشعور بجسده. كان مشلولًا من رقبته إلى أسفل قدميه ورأسه يحتاج الى مسند، لم يستطع حتى أن يرمش. لم يتمكن من رؤية أحد في غرفته بالمستشفى. الا انه شعر بحضور!

وهمس: “أنا أسلم نفسي لك“. وعلى الفور، غمرته سكينة عارمة.

دخلت والدته باكية. ثم إخوته وكان اليأس يملئهم. يزوره أكثر من 300 شخص بشكل مستمر، يدخلون ليروه وكلهم يأس وحزن وأصدقاء يشعرون بالضعف لما أصاب صديقهم، الا انهم بعد ان يزوره يخرجون وكلهم أمل وابتهاج وقوة.

لقد تألمنا مع مارك، وزيارة بعد زيارة، حيث كان يعاني من العلاج المرهق، والالتهابات المزمنة – بالإضافة الى ذلك تفكيره المستمر “بلماذا حدث ما حدث؟” ومع ذلك أصر مارك على مواجهة الواقع وجهاً لوجه، رافضاً مضادات الاكتئاب.

أعلن “السكينة لم تتركني أبدًا، ليس حتى للحظة”. أعلم أن الله لم يتركني هنا ليعذبني. انه يريدني لشيء ما ويجب على أن أجد الغاية المطلوب مني“.

عندما سألناه؛ من كان معك في تلك الغرفة؟ اجاب: “لا أعرف”. كيف كان ذلك الحضور؟ أجاب: حضور هادئ. فيه رعاية وقوة، وكامل السيطرة. هل يمكنك تسمية هذا الحضور؟ تأمل مارك للحظة وأجاب “روح السكينة المنقذة.”

“إذن ، كيف يمكن لهذه التجربة أن تؤثر على طريقة عيشك لحياتك؟ ما هي القيم التي يجب أن تمارسها؟ فأجاب؛ ابتسمت عندما استسلمت، إذا هي السكينة المبتسمة.”

“وماذا تريدك هذه الروح ان تفعل، ما هي الرسالة؟” توقف قليلاً وقال: “لأبذل نفسي حتى يجد اليائس الأمل، والضعيف القوة.” وابتسم وفي عينيه بريق.

قمنا بتتبع الأصل لسؤالين عميقين يعود تاريخهم إلى دير كنا نرتاده خلال زيارتنا الى دمشق. حيث كان هناك ناشط من القرن الأول، اسمه شاول الطرسوسي، الذي كان في طريقه لإبادة كل من اعتبرهم مرتدين، لأن عانى أزمة وجودية غيرت حياته.

 

حسب روايته الخاصة، وقرب دمشق حوالي الظهيرة، سطع وميض ضوء اعمى شاول وسمع حينها صوتًا من حيث لا يدري. فسأل شاول محادثه سؤالين بسيطين، الأول: “من أنت يا رب؟” والثاني: “ماذا تريد مني أن أفعل؟”

ذهل شاول من الإجابات، وعلى مدى ثلاثة ايام بقي في الظلام يفكر، واذ بأحد ضحاياه يكشف له عما بداخله مخترقاً ظلمة عقله وافكاره ليعود شاول ويبصر من جديد.

سؤالان بسيطان. “من أنت يا رب؟” الإجابة فيها إدراك للطبيعة الإلهية أو سمات هذه الطبيعة الإلهية التي تربطنا مع الحقيقة المطلقة. سمات الطبيعة الإلهية هي النقطة المرجعية التي نعتمدها لنحدد ونقيس مدى ممارستنا لقيمنا: فمن سنكون. وبالتالي، إما أن نجسد تلك القيم وإما ان نخالفها.

ماذا تريدني ان افعل؟” هي بمثابة اعتراف بوصية مقدسة، ورسالة حياة. تقوم هذه الوصية المقدسة على دمج مركز نشاطنا وتأثيرنا وموهبتنا وجهودنا لإحداث تأثير هادف: وبالتالي كل الذي يتعين علينا القيام به.

 

قد يتساءل المرء كم مارك وشاول رائعون، ليس كذلك؟ حيث الالتزام بالقيم والرسالة والرؤية محققاً تأثيرًا في مناطق الفقر المدقع والعنف الطائفي.

اليوم، هنالك رؤى محلية كثيرة تسعى لتنفيذ مهامها، مدفوعة بقيمها. حيث يبتكرون ويجربون مناهج لتعليم تلك القيم للأطفال العاملين في مصانع الطوب في الشرق الأوسط، ولأطفال القبائل الفقراء في جنوب شرق آسيا. وتقوم دريمز انديد بجمع ورصد تأثير فعالية هذه المنهجية.

هذه المنهجية هي جزء من جهد اوسع. ونحن ندرك أن الوقت قد حان لحصد الدروس التي شهدناها على مدى ثلاثة عقود مع الحالمين الذين يعيشون في ظل الأحكام العرفية، والفقر المدقع، في خضم الصراع الطائفي. فمثل أصحاب الرؤى في جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط، نحن نعلم أن الأخبار السارة ممكنة بين الفقراء في الأماكن القاسية. وهدفنا من خلال السنوات القليلة القادمة  بلورة الاستراتيجيات والمستلزمات والوسائل التي ستمكننا من مشاركة ما تعلمناه مع الجيل القادم.

دعونا نوسع معنى “لنا” الواردة في رؤيتنا “النور في كل مكان صعب في جيلنا” لنشمل الجميع. معًا يمكننا تحقيق ذلك، عندما نمكن أصحاب الرؤى والحالمين وكل من ينضم إلينا من أجل الأجيال القادمة، وكلنا ايمان بأننا معاً سنحقق “نور في كل مكان صعب في جيلنا”.

العنوان

     دريمز انديد - احلام بالفعل

      ص.ب 5091 عمان 11183 الاردن

 

البريد الإلكتروني

عمان - الاردن

 

Download  الخصوصية محفوظة